قد لا يكون هنالك ما هو أسهل من تأجيل المهام الملقاة على عاتقك، مقابل التسكع على مواقع التواصل الإجتماعي، أو مشاهدة مقاطع الفيديو، أو تصفح المنتديات، وغيرها، بينما قد يكون لديك موعد نهائي لمهمة ما يلوح في الأفق، رغم انك تعلما جيدا أن عليك أن تنهي المهام التي في انتظارك، ولكنك لا ترغب في فعل أي شيء، ولذلك قد تجد لنفسك عشرات الأمور التي ترغب في الانخراط بها على أن تنجز تلك المهام، وهذا ما يسمى فعليا بالتسويف!
ولأن التسويف قد يسيطر على حياتك ويمنعك من التقدم، سوف أشاركك بخطوات تساعدك على التخلص من التسويف والمماطلة في حياتك.
أحد أسباب المماطلة، هو أننا دون وعي نجد العمل مرهقًا جدًا بالنسبة لنا، لذلك قسّم المهمة إلى أجزاء صغيرة، ثم ركز على إنهاء الجزء الأول ثم الإنتقال إلى الجزء الثاني، والثالث، والرابع..وهكذا، وإذا كنت لا تزال تماطل في المهمة بعد تقسيمها، فقم بتقسيمها إلى أبعد من ذلك تكون مهمتك بسيطة جدًا.
فقط قم بالتركيز على المرحلة الحالية وإنجازها بأفضل ما لديك، دون التفكير في المراحل الأخرى، عندما يتم ذلك، أنتقل إلى التالي.
بعد أن قمت بتقسيم مهمتك إلى أجزاء صغيرة، قم بإنشاء جدول زمني شامل بمواعيد نهائية محددة لكل مهمة صغيرة، بهذه الطريقة ستعلم أنه يجب عليك إنهاء كل مهمة في وقت معين، ويجب أن تكون جداولك الزمنية صارمة، بحيث إذا لم تكمل هذا بحلول اليوم، فسوف يُعرض للخطر كل شيء آخر خططت له بعد ذلك، بهذه الطريقة تخلق الحاجة الملحة للعمل.
البيئات المختلفة لها تأثير مختلف على إنتاجيتنا، أنظر إلى مكتب عملك أوغرفتك، هل يجعلك هذا المكان ترغب في العمل أم أنه يجعلك تشعر في الكسل والنوم والملل؟ إذا كان هذا ما يحصل معك، فيجب أن تفكر في تغيير مساحة العمل الخاصة بك، كإعادة ترتيبها، أو اضافة لمسات تشعرك بالنشاط، أو أن تجد لنفسك مكان عمل مختلف.
كما يجب عليك أن تخلق بيئة عمل خالية من عناصر الإلهاء المختلفة، كالهاتف والتلفاز وغيرها، وهناك شيء آخر يجب ملاحظته هو أن البيئة التي تجعلنا نشعر بالإلهام من قبل قد تفقد تأثيرها بعد فترة من الزمن، إذا كان الأمر كذلك فقد حان الوقت لتغيير الأمور.
عندما تقوم بانها مهمتك في موعدها المحدد وعلى أكمل وجه، كافئ نفسك على ذلك، بأن تخرج في فسحة أو تشاهد فيلما، أو تذهب للتنزه مع أحد الأصدقاء، أو تعد لنفسك كوب قهوة، أو غير ذلك.
فعندما تكافئ نفسك على اإجاز عمل معيين، سيمنحك ذلك شعورا بالرضا وسيعطيك مزيدا من النشاط لتكمل مهامك المتبقية بحماس.
لا شك أن معظمنا قد عانى في وقت ما من التسويف، فنحن عندما نماطل نهدر وقتنا بلا فائدة، ونؤجل الأعمال المهمة التي يجب أن نقوم بها حتى فوات الأوان، وعندما يكون الوقت متأخرا بالفعل، نشعر بالذعر ونتمنى أن نبدأ مبكرامن جديد.
ولكي تتخلص من التسويف والمماطلة في حياتك، عليك أن تعترف لنفسك بأنك تماطل، وأن تدرك مدى أهمية الوقت الذي تهدره في كل مرة تؤجل مهمة إلى وقت آخر.
الله يوفقكم
معتز مشعل